ذو الكفل 11
المشهور أنه نبي. وفي محكم التنزيل: وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الأخْيَارِ [ص: 48]. وقيل إنه كان رجلًا صالحًا وحكمًا مقسطًا عادلًا وذا حظ من الله. قيل إنه كان يصلي كل يوم مائة صلاة، فتكفّل له ذو الكفل من بعده فكان يصلي كل يوم مائة صلاة، فسمي ذا الكفل. وقيل إن له ضعف عمل أنبياء زمانه وثوابهم.
زكريا 12
آخر أنبياء العهد القديم. من أنبياء بني إسرائيل، كان عالمًا عابدًا، كثير الصلوات والدعوات، وهو الذي تكفل برعاية السيدة مريم أم المسيح عليه السلام. ومن دعاء زكريا المستجاب ما جاء في الآيتين 89 و90 من سورة الأنبياء: وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ .
سليمان 13
سمي "سليمان" عليه السلام بهذا الاسم، لأنه كان سلِيم القلب. هو سليمان بن داود نبي ابن نبي. وفي محكم التنزيل: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ [النمل: 16]. أي من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات والجنود والجيوش والجماعات من الجن والإنس والطيور والوحوش [والشياطين] والسارحات والعلوم والفهوم والتعبير عن ضمائر المخلوقات من الناطقات والصامتات كل هذا من بارئ البريات وخالق الأرض والسموات.
شعيب 14
ابن ميكيل بن يشجن، ويقال له بالسريانية يترون، ويقال: جدته أو أمه بنت لوط وهو من مدين من أرض معان من أطراف الشام مما يلي ناحية الحجاز قريبًا من بحيرة قوم لوط. وكان ممن آمن بإبراهيم، وهاجر معه، ودخل معه دمشق، وكان بعض السلف يسمي شعيبًا خطيب الأنبياء لفصاحته وحلاوة عبارته وبلاغته في دعاية قومه إلى الإيمان برسالته وفي محكم التنزيل: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ [الأعراف: 85]. وقد كان قوم شعيب أول من بخس الناس أشياءهم وأول من طفف في الميزان. وقد بدأ شعيب عليه السلام قومه بالترغيب ثم بالترهيب لروعهم فجاءتهم صيحة أسكتتهم مع رجفة أسكنتهم ونجاه الله تعالى والذين آمنوا معه. وفي محكم التنزيل: وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ [هود: 94-95]. وقيل إن موسى تزوج ابنته، (وقيل في اسمه: تصغير شعب: جيل من الناس التأم شعبهم، أي تجمعوا بعد التفرق).
صالح 15
ورد اسمه في القرآن الكريم تسع مرات، وقومه هم ثمود، ومعجزته الناقة التي أشارت إليها الآيات في سورة: الأعراف، وهود، والشعراء، والقمر والشمس، وفي محكم التنزيل: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ [النمل: 45].
عيسى 16
(نفخة الله) سمي عيسى عليه السلام بهذا الاسم، لأنه من العيس وهو البياض، وقيل من العوس وهو السياسة. وسمي مسيحًا لأنه يمسح في الأرض وقيل لأنه ولد ممسوحًا بالدهن. هو عيسى بن مريم بنت عمران بن باشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أحريق وحتى سلالة سليمان بن داود عليهم السلام، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخًا من مسة الشيطان إلا مريم وابنها" ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم /7 وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ /8 [آل عمران: 36] رواه أحمد والبخاري. وقد كان عليه السلام آية للناس خلقه الله تعالى بلا أب وتكلم في المهد وجعله بارًا بوالدته مباركًا وعلمه تعالى الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن الله، ويبرئ الأبرص والأكمه ويحيي الموتى بإذن الله.
لوط 17
هو لوط بن هارون بن تارح ـ وهو آزر ـ ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل وهو أبو الأمونيين والمؤابيين، وكان لوط قد نزح عن محلة عمه الخليل عليهما السلام بأمره له وإذنه. فنزل بمدينة سدوم وأهلها من أفجر الناس، وأكفرهم وأسوئهم طوية، وأردئهم سريرة وسيرة، يقطعون السبيل ويأتون في واديهم المنكر، ولا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون، ابتدعوا فاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين وهي إتيان الذكور من العالمين وترك ما خلق الله لهم من النساء. فدعاهم لوط لعبادة الله وحده، ونهاهم عن تعاطي المحرمات، وفعل المنكرات، فتمادوا في ضلالهم، فأحل الله بهم البأس الذي لا يرد ما لم يكن في حسبانهم، وجعلهم عبرة للعالمين. (وقيل في اسم لوط أنه لفظ عربي مأخوذ من اللَّوط أي الالتصاق بالشيء، لأن عمه إبراهيم كان شديد الحب له والتعلق به).
محمد 18
نبي الله ورسوله وحبيبه وهو آخر الأنبياء والمرسلين وخاتمهم عليه الصلاة والسلام، ومن أسمائه وصفاته: أحمد: (صفة تفضيل من الحمد)، و- النذير، والمصطفى، و- المبشر، و-العاقب: (الذي عقب من كان قبله من الأنبياء). و- والأمين، و- النبي، و- الرسول، و- الطيب، و- الماحي ( لأن الله تعالى يمحو الكفر به)، والبشير، والنذير، قال الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الفتح: 8]. وهو الشاهد، و- الوفي، و- نبي الصلاح، و- نبي الرحمة، و- الخاتم (خاتم الأنبياء أي آخرهم). وهو ذو الخصال المحمودة، أدَّبهُ ربه فأحسن تأديبه ومن صفاته: الزهد، والصدق، والأمانة، والنزاهة، والصبر، والحكمة، والشجاعة، والشكر لله تعالى. وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم كما وصفة الحق تبارك وتعالى. وقد كان خلقه القرآن كما وصفته عائشة رضي الله عنها. وهو النبي الذي يؤذن له بالشفاعة لمن يشاء الله تعالى يوم القيامة لمكانته وقربه منه بعد إرادته سبحانه.
موسى 19
(كليم الله) سمي موسى عليه السلام بهذا الاسم، لأن أصله في السريانية "موشا" فـ"مو" هو الماء، و"شا" هو الشجر، وكان قد وجد بين الماء والشجر فسمته بهذا الاسم "آسية بنت مزاحم امرأة فرعون". وهو ابن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام وفي محكم التنزيل: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا واسم أم موسى "أيارخا"، وقيل "أياذخت"، وقد منَّ الله عليه بأن رده إلى أمه، ونصره على فرعون. ونجاه من بني إسرائيل. وكلمه الله تعالى من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ثم خاطبه تعالى كما يشاء: إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [القصص :30] وأنعم عليه بالنبوة، وأعطاه الله تعالى تسع آيات بينات إلى فرعون وقومه، وأبطل بعزته ما صنعوا من السحر ووقع الحق. ومن شمائله وصفاته أنه كان حييًا ستيرًا، وعند ربه وجيهًا.
نوح 20
"قبل سمي بهذا الاسم لكثرة نَوْحه من خوف الله تعالى". وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ ـ وهو إدريس ـ ابن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليهم السلام، وقد نزلت فيه آيات عديدة وسورة كاملة، قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ [العنكبوت 14:15]. أمره الله تعالى أن يصنع الفلك وهي السفينة العظمى التي لم يكن لها نظير قبلها ولا بعدها. وأن يحمل زوجين اثنين من كل شيء ويحمل أهله إلا من كان منهم كافرًا ومن آمن وهم قليل. وقد امتثل نوح عليه السلام لهذه الوصية وقال: ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [هود: 41] وأمر الله السماء أن تنهمر بالمطر، وأمر الأرض أن تتفجر عيونًا، فالتقى ماء السماء وماء الأرض وحدث طوفان عظيم، ولم يبق من الكافرين ديّار ثم استوت السفينة على الجودي، وقد مكث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة - إلا خمسين عاما ـ وغرس مائة سنة الشجر، وعندما عظمت صنع منها بإذن الله تعالى سفينته.