ما اجمل الحديث عن الحب , وما اجمل ان تقرا ما يكتبه المحبون والعاشقون .
والاجمل ان تقرا ما يكتبه الادباء اذا احبوا , والشعراء اذا عشقوا , والفلاسفه اذا سقطوا فجاه فى بئر الحب .
من هؤلاء العاشقين المتيمين اللذين حملوا لواء القلم ودانت لهم دولة الشعر " ابن حزم الاندلسى" وقد تذكرت ان له كتابا اثيرا عندى محببا الى نفسى اسمه " طوق الحمامه فى الالفه والالاف " .
ولكى نعرف هذا الشاعر العظيم على حقيقته فاننى مازلت احفظ له اجمل ما قاله فى الحب .
قال " ما رويت قط من ماء الوصل .. ولا ذادنى الا ظمأ ".
وقد اهدى ابن حزم كتابه هذا الى صديق له عاشق قال فى اهدائه له :-
" وكلفتنى اعزك الله ان اصنف لك رساله فى صيغة الحب واعراضه وما يقع فيه وله على سبيل الحقيقه "
ورغم انه اختار حديث الحب الا انه اثر ان يخرج به الى معنى اكثر رحابه وابلغ عذوبه .
فاختار ان يكتب عن الالفه والالاف ربما استشراقا للحديث الشريف عن الارواح :-
" ما تعارف منها ائتلف " .
والكتاب فى الحقيقه يكاد يكون سيره ذاتيه لابن حزم ونقصد هنا سيرته فى الحب الذى اثر ان يعرض فيه تجربته الخاصه
فيكتب عن الحب لمريديه فى جراءه لم تعهدها فنون الكتابه العربيه فى ذلك الوقت .
فماذا حكى الامام الفقيه ابن حزم عن الحب ؟
قال : "ولقد وطئت بساط الخلفاء وشاهدت محاضر الملوك فما رايت هيبه تعادل هيبة محب لمحبوبه , ورايت تمكن المتغلبين على الرؤساء وتحم الوزراء وانبساط مديرى الدول فما رأيت بهجة ولا اعظم سرورا بما هو فيه من محب ايقن ان قلب محبوبه عنده واثق بميله اليه .. وصمت مودته له "
* كلمات عاشت :-
" الحب الحقيقى يبدا حبا , وينمو ولها , وينتهى عشقا "