للمرة الثانية بعد عشر سنوات.. إحباط محاولة خطف طائرة مصرية قادمة من اسطنبول

بدأت سلطات الأمن المصرية تحقيقا مع سوداني حاول خطف طائرة ركاب تابعة لشركة مصر للطيران خلال رحلتها من إسطنبول للقاهرة مساء أمس الأول الأربعاء. وقال بيان لشركة مصر للطيران «إن الرحلة رقم 736 تعرضت لمحاولة فاشلة للاختطاف عندما حاول راكب سوداني التقدم من الدرجة السياحية إلي مقدمة الطائرة مستخدمًا سكين الطعام، وقد قام أفراد الأمن بالسيطرة عليه طبقاً لما هو متبع بهذا الشأن في التو و اللحظة وتم استجوابه أثناء الطيران، وقد هبطت الطائرة بمطار القاهرة في موعدها المحدد في الساعة التاسعة وخمس وعشرين دقيقة بتوقيت القاهرة وتم تسليم المذكور للسلطات».

وأضاف البيان «أن الطائرة من طراز بوينج 800- 737 وكان علي متنها 87 راكباً من جنسيات مختلفة وأفراد طاقمها المكون من 8 أفراد، وصل جميع ركاب الطائرة وطاقمها بحالة جيدة ولم تقع أي إصابات».
من جانبه قال الطيار علاء عاشور - رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية - إن طاقم الضيافة فوجئ فور خروج الطائرة من المجال الجوي التركي وأثناء تقديم وجبة الطعام براكب يمسك بسكين بلاستيك وهدد بها المضيفة أميرة محمود وحاول الدخول إلي كابينة القيادة لإجبار قائد الطائرة علي تغيير مسار الرحلة إلي القدس والطيران علي ارتفاع منخفض فوق المسجد الأقصي كي يتمكن من تصويره ثم يتوجه مباشرة إلي السودان دون المرور علي القاهرة.

وأضاف عاشور أن المضيفة استطاعت الإفلات من الراكب بعد أن دفعته بيديها في نفس الوقت الذي انتبه له رجلا أمن الطائرة زكريا المهدي ومحمد علاء وتم شل حركته وتكبيله بالقيود الحديدية وحجزه في مكان معزول، وقام قائد الرحلة نادر حسين والطيار المساعد باسم مختار بإبلاغ برج المراقبة بالواقعة واستكملت الرحلة عودتها إلي القاهرة .
وفور وصول الطائرة أرض مطار القاهرة، انتشرت قوات الأمن علي ممر الهبوط وصعد رجال الأمن للطائرة وألقوا القبض علي الراكب.
وفيما غادر جميع الركاب مطار القاهرة بعد إنهاء الإجراءات العادية للوصول ودون استجوابهم، كشفت التحقيقات الأولية مع الراكب السوداني أنه اعترف بأنه أراد تصوير القدس والمسجد الأقصي من الطائرة و لم يتأكد أنه كان في حالة سكر أم لا. وأوضحت مصادر أمنية أنه قد يطلب فحص قواه العقلية بعد التأكد من عدم وجود جهة أو جهات تقف خلفه خاصة أن فحص حقيبتي الراكب لم يثبت وجود شيء فيهما يدل علي هذا.
وتبين أن الراكب يحمل جواز سفر مزورًا باسم محمد حمد محمد الأنور مواليد 81 وأن اسمه الحقيقي هو مصعب إبراهيم الخوجلي وكان في رحلة ترانزيت إلي السودان عبر مطار القاهرة.. وذكرت المصادر أنه طالب سوداني درس هندسة ميكانيكا بجامعة النيلين بالسودان ولم يستكمل دراسته وتوجه إلي اليونان حيث عمل في أحد المواني البحرية لمدة ثلاث سنوات وهناك طلب اللجوء السياسي لكن طلبه رفض ورحل إلي تركيا وظل بها لفترة حيث قام بتزوير جواز السفر الذي استخدمه علي الرحلة المصرية.
وفيما تسبب تسريب الخبر لوكالات الأنباء بعد دقائق من إبلاغه لبرج مطار القاهرة في حرج لمسئولي سلطة الطيران المدني الذين فوجئوا باستفسارات وسائل الإعلام قبل أن يكونوا علي علم بالحادث، قال رئيس شركة مصر للطيران إن الفريق أحمد شفيق - وزير الطيران المدني - قرر صرف مكافأة مادية كبيرة لجميع أفراد طاقم الضيافة والطيارين وأفراد الأمن لإدارتهم الأزمة بكفاءة وبشكل سليم حافظ علي سلامة الركاب والطائرة.
وقالت المصادر الأمنية إن الأنور يواجه اتهامًا بمحاولة خطف حقيقية لاستخدامه سلاحًا بهدف التهديد واستخدام العنف ضد طاقم الطائرة ومحاولة تغيير مسار الرحلة وتعريض أرواح الركاب للخطر، وأضافت المصادر أن التعديلات المشددة علي لوائح الطيران في العالم تجرم استخدام ألفاظ تحتوي علي الإشارة لوجود متفجرات مع الراكب أو العزم علي اختطاف طائرة حتي ولو علي سبيل الدعابة ويعرض مرتكبها للعقوبة حسب حجم الضرر الذي أصاب شركة الطيران والركاب والمطار المستخدم إذا كانت المخالفة حدثت داخل المطار.
وذكرت المصادر أن التحقيق مع الأنور سيركز علي كشف ما إذا كانت العملية فردية أو جزءًا من بالون اختبار تقف وراءه منظمة إرهابية، وأضافت أن قرار محاكمته في مصر أو تسليمه لبلاده سيتخذ بالتنسيق مع وزارة الخارجية.
وشهدت تركيا في السنوات الأخيرة عددًا من عمليات اختطاف الطائرات، حيث اختطفت في مارس 2003 طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية التركية من طراز «إيرباص A310 » أثناء رحلة داخلية بين مدينة إسطنبول والعاصمة أنقرة وعلي متنها 194 راكبًا وطاقمها المكون من 9 أشخاص بعد عشرين دقيقة من إقلاعها من إسطنبول حيث حولت اتجاهها وخرجت من المجال الجوي التركي نحو بحر إيجه قبل وصولها إلي أثينا.
وفي فبراير 2003 ادعي خاطف أنه يحمل قنبلة واحتجز رهينتين قبل أن تقتحم قوات الأمن الطائرة التركية.
وفي 2001 اختطفت طائرة روسية من طراز «توبولوف 154» ومملوكة لشركة طيران فنوكوفي الروسية بعد إقلاعها من مطار اسطنبول بوقت قصير، واتجهت الطائرة بعد اختطافها إلي قبرص، ثم دخلت الأجواء المصرية ومنها اتجهت إلي مطار المدينة المنورة. وحاول أحد المضيفين إحباط محاولة الاختطاف إلا أنه أصيب بجرح بليغ مما دفع المختطفين إلي الإفراج عنه في مطار المدينة.وفي أكتوبر عام 1999 اختطفت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران من طراز بوينج عندما طلب خاطف كان يتحدث العربية من الطائرة تحويل مسارها من إسطنبول إلي القاهرة. وهبطت الطائرة في هامبورج حيث استسلم الخاطف بسرعة للشرطة الألمانية.

تسلم ايدهم الامن وربنا معانا يا رب

تسلم علي الموضوع

دوس

هــــنــــــا